بسم الله الرحمن الرحيمـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
لقد راودنِي لأكثر مِن مرّة حلم يقظه ؛ حيث كنتُ في حالَة نعاس كامِل ، وأسترخِي استرخاءً كامِلاً ، وأشعر بأنِّي بالفعل أطير وأنا مغمِضَة العينين ومُستيقِظَة في نفس الوقت !!!
رأيتُ أنّي أطير في السماء ، وأُحلِّقُ عالِيَاً عالِيَاً لدرجَة أنِّي أرى الغيوم تحتي ، وقد كنتُ أقول في حلمي هذا : يارب أن لا ينتهِي الحلم ؛ حيث كنتُ فرِحة جِدَّاً وأنا أحلمه ، وكأنّهُ حقيقة ، ويستمِرُّ الحلم 000 ولم أزل أُحلِّقُ عالياً في السماء وإلى مسافاتٍ بعيدة وبسرعة كبيرة وأفرِدُ يداي وكأنِّي أملك الدنيا بكل ما ومن فيها ، إلى أن نظرتُ إلى الأسفل فوجَدتُ مدينَة ملاهِي مضيئَة وفيها ألعاب مختلِفة وكثيرة جِدَّاً وألعاب أُخرى أراها لأوّل مرّة في حياتِي ، وما لَفَتَ انتباهِي الدولاب المُبَهرَج والملوّن بألوان زاهيَة وهو يدور ببطيءٍ شديد 000 وأطير فوقه ، لقد شعرتُ أثناء هذا الحلم الرائِع والغريب بالنشوة والانبهار والحزن والخوف في نفس الوقت ؛ لأنِّي حين كنتُ أنظر إلى الأسفل أخاف كثيراً فأحاوِل قدر الإمكان النظر إلى الأعلى ، وفجأه أجِد نفسي أطير بسرعةٍ مجنونةٍ وأُحلِّق إلى الأعلى أكثر وأكثر وأكثر وعلى نفس قوّة سرعتي واندفاعي أنزل إلى الحضيض دفعةً واحِدَة ويرتطم كل جسدِي بالأرض ، وأسمع قهقهة صوتٍ غريبٍ ومخيف في هذا الحلم آنذاك والغريب أنّ شدّة ارتطامي بالأرض لا يؤلمنِي بل يجعلني أندفِع بقوّةً إلى الأعلى لأطير من جديد وينتهِي الحلم وأنا لم أزل أطـير وأحيانَاً ينتهِي الحلم وأنا أنزل إلى الأسفل ، وأحيانَاً وأنا لم أزل أطير قبلَ أن أسقط إلى الأسفل وفي كل مرّةٍ ينتهِي فيها الحلم أحزن وأخاف مع ذلِك أتمنّى أن أراه من جديد لأنِّي في الحلم حين كنتُ أطير كنتُ أضحك بطلاقه وأشعر بسعادة عظيمة !!!
حاولتُ تفسيرَ هذا الحلم ، فلا شكَّ أنَّ مدينَة الملاهِي هي الدُنيا التي لا تدوم على حال فلا الحزن فيها يدوم ولا الفرح وأنّها زائِلَة لكن فيها الجمال الذي يستحِق أن نعشقها من أجله لكِن علينا الحذر والعمل لآخرتِنَا وأنّ الدولاب هو دولاب الزّمن ، وطاحونَة الله تعالى التي تعمَل بثبات 000 وربّما ارتطامي هو الاصطدام بصخرَة الواقِع ، وارتفاعي في السماء كان يُشير إلى طموحي ، والمبالغة في الارتفاع ربّما تفسيره أنّ طموحِي الحالي فوق وأكبر من قدراتِي المتاحة والحاليّة 000 وربما هو الهروب من الفشل في تحقيقه 0 وارتطامي بشدّة إلى الأرض لأرتد إلى السماء من جديد بقوّةٍ ربّمَا هوَ الصراع بيني وبينَ الصعاب ، أو محاولاتي في النجاح 000
كان هذا الحلم من أغرَب الأحلام في حياتِي وأجملها وأصدقها ؛ لأنّي كنتُ أشعر به وأنا أحلمه وكأنّهُ الحقيقة كاملة بجميع وجوهها ، وبشقيها الحلو والمر 000 فمتى ستكرَّر حلم اليقظَه هذا 000 متى ؟؟؟ اشتقتُ إليه اشتقتُ أن أطير في السماء وأشعر بنشـوَة الانتصـار والحـريّة والتملّك ، وإلى الارتطـام على الأرض ، لا لشـيء سوى لأُحلِّقَ من جديد للأعلى أكثر وأكثر و 000 أكثر !!!
سنة أولى جامعة عام ( 1999 )